The best Side of السعي للكمال

ليس هناك مشكلة في ارتكاب الأخطاء. الأخطاء جزء طبيعي من التعلم والتطور.
لنفترض أنك تعمل على عرض تقديمي مهم للعميل، قد يقلق الشخص المثالي بداخلك من اختيار الخط ويتصبب عرقًا في كل فاصلة منقوطة، ولكن من خلال قائمة التحقق التي تذكرك بتأكيد أنك أديت الأمور بشكل صحيح وأنك تخلصت من أخطاء التحرير الأساسية، فإن ذلك كفيل بمدك بلمحة من الأمان.
والحكمةُ مِن حَضِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه على القصد والمداوَمة على العمل وإن قلَّ: خشيةُ الانقطاع عن العمل الكثير؛ ففي الصحيحين عن عائشة، أنها كانتْ تقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((سدِّدوا وقاربوا وأبشِروا، فإنه لن يُدخل الجنةَ أحدًا عملُه))، قالوا: ولا أنتَ يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدني اللهُ منه برحمةٍ، واعلموا أن أحبَّ العمل إلى الله أدومه وإنْ قلَّ)).
بعد الاستماع إلى تجارب العملاء، رأيت بوضوح شديد أنَّ السعي إلى تحقيق الكمال مقدَّر له أن يجلب الألم والإرهاق والشعور بالفشل لكونه صعب المنال.
الطموح الزائد كيف أحدد هدفي وأعرف ما أريد مستقبلا؟ ...
وتكمن المشكلة عند نسبة كبيرة من الناس، أنَّهم يعطون أهميّة مبالغاً بها لتوقُّعاتهم، أكثر من الأهمية التي يعطونها للواقع الذي يشكّل الملعب الحقيقي للإنسان، فنحن نعيش في الواقع، لا نعيش داخل توقّعاتنا.
طرق الدفع المتاحة لشراء الدورات في المنصة وكيفية إتمام عملية الشراء شاهد الفيديو لكافة التفاصيل:
مساعيك إلى الكمال هي أقرب إلى حد ما من التجول في رحلة بلا هدف. تواصل المسير، لكنك لست متأكدًا من أنك تقترب أكثر من وجهتك.
ولكن يمكن أن يتحول الأمر إلى هوس يجعل الشخص يتوَق إلى الكمال في كل شيء.
أعاني من أمرٍ يؤلمني جداً، وهو أني في كل شيءٍ أريد فعله أسعى إلى الكمال فيه، وهو أمرٌ لن يحدث، ودائماً ما أصاب بفقدان الأمل وأترك الشيء ولا أكمله. ففي العام الماضي سافرت إلى دولة قطر عند أخي للبحث عن عملٍ، وذهبت إلى السعي للكمال شركةٍ لعمل مقابلةٍ، وكانت باللغة الإنجليزية، ونجحت في المقابلة، لكن المسؤول قال لي أنني يجب أن أحسن من اللغة الإنجليزية، وقال لي يمكنك أن تبدأ معنا، وخلال الثلاثة الشهور الأولى تكون قد تحسنت.
وبدلاً من السعي الدائم نحو الكمال يمكننا التركيز على تحقيق التطور الشخصي والنمو الذاتي والتخلى عن عبء الكمالية الزائفة، مدركين أن القيمة الحقيقية لا تكمن في الكمال بل في رحلتنا وتطورنا كأفراد.
قد يكون السبب في حُبِّك الزائد للمثاليّة والكمال، أنَّك عشت طفولة تتَّسم بالكثير من الفوضى، وليس فيها أي نوع من النظام؛ وهذا أدى إلى معاناتك من جرَّاء هذه الفوضى، وزرع في داخلك هاجس الإتقان والرغبة في أن تكون كلُّ الأمور من حولك في حالة مثالية لا يشوبها شائبة؛ وذلك من أجل أن تسيطر على كل جزئيات حياتك، وتحصل على النظام الذي كنت فاقداً له خلال مرحلة طفولتك.
تذكَّر جيداً، أنَّنا لسنا بحاجة إلى شراء سرير ذي تصميم أنيق ومريح إلى درجة الكمال لكي ننام؛ بل نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على النوم في أيّ فراش، ولو كان مصنوعاً من المسامير.
وكذلك عندما يصرخ الأب أو الأم بوجه الطفل بسبب ارتكابه خطأ بسيط، يكبر الطفل وبداخله خوف من الخطأ لذلك يبذل كل جهده لتجنب ألم الفشل.